صكوك الغفران شاغرة الرصيد

صورة لعنوان خاطرة صكوك الغفران شاغرة الرصيد

أربت على قلبي البائس أن اهدأ، أن سامح، أن تجاوز كل خيباتك في كل من وثقت به و آلمك، هجرك، تركك على قارعة زلّاتك تنتحب، ترجو خلاصا من ذكرياته، مواقفه و كل ما شاركته معه، الآن ماذا سيتغيّر بك و أنت يا ملكة صدري تشعر بغلٍّ و حقد كبير ضد من أطفأ كل شموعك ليتّقد هو مع غيرك؟

ليفعل كل ما تحبه فيه لكن ليس لك و لا معك، اهدأ يا قلبي الجميل هو لم يستحقك يوما هو احتقرك و استخف بك رغم كمِّ الحب الذي كننته و لازلت تكنّه له، لكل الراحلين الذين تركو من يحبونهم يمتطون أفكارهم التي لا تهدأ، و يلهثون وراء أسئلتهم التي لا تنتهي، أنتم لا تعلمون حجم العذاب الذي يترصّد بنا كل حين حين ننظر إليكم و نشعر إزاءكم بكل شيء و نقيضه، نحبكم و نكرهكم، نشتاق إليكم و نصدكم، نهتم لأمركم و لا نبالي بكم، نقترب منكم و نبتعد عنكم، نحترمكم و نحتقركم، نصلكم و نهجركم…

نغترف من المتناقضات ما يكدر صفو عيشنا، و يجعل كل أيامنا ليال حالكة لا نهار يزورها، يجعل كل سنيننا شتاءا لا شمس تدفِّئها، يقولون لنا سامحو من هدم كل شيء فيكم، حتى تتعافوا منه، ببساطة نفعل ذلك؟ كيف تتوقعون منا ذلك؟ قلوبنا ليست قداسا تمنح صكوك غفران لكل خطاياهم، حسنا هناك من يمكن تجاوزهم لكن كيف هذا مع اولئك الذين حجزنا لهم مكانة فينا؟

ملّكناهم جوارحنا و ربّعناهم على عروش أفئدتنا، صعب المضيّ بدونهم دون أن نتململ في دموع شوقنا لهم و لكل الأحلام التي زرعناها معهم. لن نغفر لأحد منكم نحن لسنا آلهة للحب و التسامح سنقيم طقوسا لأحزاننا و سنلعن كل ما يجيش به صدرنا لكم حتى نتقيّأكم و لن نغفر لكم، ببساطة ستلقون كل ما فعلتموه معنا مع غيرنا إنها العدالة التي نرجو.

أتى صباح جديد، من رحم ذلك الظلام وتلك الوحشة التي عاشت بنا وعشناها لفترات من الزّمن، أتى الصباح وأقبل يمرّغ خديه على كفوفنا، يرجو عطفا ورحمة، أتى هذه المرّة لكن بأحبّاء جدد ومع خيبات مغايرة؟؟ أتساءل ما الذي لا زالت تريده منّا هذه الأيام؟ لقد تناولها مآسيها وخذلانها في مختلف الوجوه، وبالعديد من النّوايا، فهل تستطيع العبث بإعدادات قلوبنا بعد كلّما حدث؟ لا أنا آسفة عن نفسي لن أعيد الكرّة حقّا، فصكوك غفراني شاغرة الرصيد.

أضف تعليق