مطارات الضغوط النفسية والحروف المتناثرة

كان اليوم متعبا جدّا، أكره المناسبات العائلية، لأنها دائما لا تخصنا لكن بيتنا يعتبر كالمطار، يجب أن يحل الزائرون عندنا دائما، أشعر بالضغط، وأن نفسي لا يترتب مهما فعلت، أشعر بعيون تحاصرني كلّ الوقت هذا عدا أسئلتهم الروتنية المستفزّة، لدرجة سألتني إحداهن، كش وليد حلال؟ أجبتها دوقا كاين غير ولاد الحرام، سأترجم، قالت لي هل هناك خطيب (وليدالحلال) أجبتها حاليا لا يوجد أحد لكن بنفس لغتها، نزعت الضمادة التي على عيني وتوجهت إلى المطبخ، كانت الأواني تتكاثر كالطفيليات، غسلت الكثير من الأطباق والفناجين، كنت قد وضعت سماعات الخاصة بي وأستمع إلى حلقة من حلقات البودكاست، لكن لم أستطع التركيز، بعدها وضعت قائمة لأغاني bruno mars واستمعت، حسنا لم أكن مركزة في الموسيقى على قدر تركيزي في الهروب من الأحاسيس التي شعرت بها، شعرت وكأنهم كانو يعزفون على ألحان نشزة لم تستسغها أذناي، أكثر ما أزعجني هي تلك البقايا التي كانو يتركونها في الأطباق، قلت لأمي في غزّة لم يجدو حتى رغيف الخبز، وهؤلاء يتركون البقايا في الأطباق؟ غضبت بشدة، قلت لها فلتطرديهم، تعبت جدا من تصرفاتهم خاصة أمام ذلك الشيخ بائع الأقدار، كان الأمر متلفا للأعصاب حقا، لا أدري لم لا أحتمل التجمعات الكبيرة، أشعر فيها بالغربة عن نفسي، ولا أستطيع الهروب إلى الأشياء التي أحبها، دفتري، ملصقات الملاحظات، وإلى تلك الطفلة التي تسكنني، تلك الطفلة خاصمتني اليوم، بعد يوم طويل لم أهتم بها، ولم أسأل عنها، حاولت إرضائها ببعض الحلوى والدمى القماشية التي تحب لكن لا سبيل إلى إرضائها غالبا، علّها تريد اللعب بالأرجوحة، هي تحبها كثيرا، وتريد قيثارة ومكتبة مليئة بالكتب، وذلك المعطف الوردي التي كانت تلبسه صديقتها في سن العاشرة، والكثير الكثير من اللحظات التي تسودها الطمأنينة والسلام.
حسنا مضى الكثير من الوقت لم أستطع إرضائها واستسلمت حقا، الان أنا متكئة في سريري وأكتب مباشرة على محرر ووردبريس وأحاول نقل أحداث اليوم، وكمّ الارتباك الذي شعرت به، أفكر هل ستنتهي هذه التدوينة أم سيتمكّن مني التعب دون فعل ذلك، أنا لست تلك الفتاة الباردة التي يراها الكل، لأن داخلي براكين لا تخمد، أنا متعبة وفقدت الشغف بالكثير من الأشياء، هناك الكثير من الأشياء التي كنت أراها برّاقة أسرتني ذات يوم، وإذا بها عادية للحد الذي يجعلني أتساءل، اكانت تلك الأشباء تستحق أن أقف عندها؟ لن أعتذر من جديد على خطراتي يبدو أنكم تعوّدتم.

رأي واحد حول “مطارات الضغوط النفسية والحروف المتناثرة

أضف تعليق