10 نصائح لتتخلّصي من شبح الكذب عند طفلك تُغنيك عن حجز موعد مع أخصائي نفسي

صورة 1: عنوان المقال تصميمي على موقع كانفا (CANVA)

جدول المحتوى

متى يبدأ الأطفال في الكذب

أسباب الكذب عند الأطفال

الكذب عند الأطفال بين عمر 3-6 سنوات

10 نصائح لتتخلّصي من شبح الكذب عند طفلك

متى يبدأ الأطفال في الكذب

الكذب حسب معجم الوسيط أخبر عن الشيء بخلاف ما هو عليه في الواقع. وعليه: أخبر عنه بما لم يكن فيه.

الكذب خلقٌ مذمومٌ عند كل النّاس فهو قول عكس الحقيقة أيْ تزييف وتشويه أحداثٍ لهدف جلب منفعةٍ أو دفع ضرر.

وهو سلوكٌ كغيره من السّلوكيّات التي قد يكتسبها الأطفال، لأنّه في الحقيقة لا وجود لطفلٍ كاذبٍ بالفطرة ولا بالوراثة حتّى. فالطّفل كالعجينة يتشكّل بما يراه ويسمعه ويشعر به.

صورة 2: طفل يقول لن أقول أيّة أكاذيبٍ مجدداً (i’ll tell no lies) موقع كانفا (canva)

يقول جوين ديوار (Gwen Dewar) في مقاله (?At what age do children begin to tell lies) في أي عمر يبدأ الأطفال في الكذب؟

أثبتت الدّراسات أن بعض الأطفال الصغار يبدؤون في الكذب قبل أن يبلغوا من العمر عامين ونصف. وببلوغ سن الرابعة يكذب أكثر من 70٪ من الأطفال – على الأقل في بعض الأحيان.

لكن التوقيت يختلف من فرد لآخر، فهو ليس انعكاسًا لطابع الطفل الأخلاقي، في الواقع، قد يستغرق الأمر من الأطفال سنوات عديدة لتحقيق فهم دقيق مثل الكبار لأخلاقيات الكذب.

بدلاً من ذلك ، تشير الأدلة بقوة إلى أن الأطفال يبدؤون في تجربة الكذب كنتيجة طبيعية للتطور المعرفي.

تشتكي العائلات من كذب أطفالهم عليهم، ويسارعون إلى لوم وعتاب الطّفل بشكل قاسٍ وعقابه بالضرب المبرح، دون الرّجوع إلى الدّوافع التي قادته إلى الكذب عليهم.

جوين ديوار (Gwen Dewar)

وحسب رأيي الطّفل لن يتوقّف عن فعل ذلك. بالعكس وصفه بالكاذب وتخويفه والتّشهير به أمام أقرانه سيرسِّخ في نفسيّته الرّفض والازدراء من نفسه لذلك سيغوص في عوالم كذبه أكثر وأكثر.

فالتّربية النّاجعة تقتضي مرونةً وصبراً أكثر مع تلك المواقف السّلبية التي يرتكبها الطّفل والأَوْلى معالجة الأسباب بطريقةٍ صحيحةٍ حتى يتلاشى ذلك السّلوك نهائيا.

أسباب الكذب عند الأطفال

صورة 3: تصميم عنوان أسباب الكذب عند الأطفال(reasons why children lie) على موقع كانفا (Canva)

في كتاب علم نفس الطفل (psychology child) للثنائي رام ناث شارما(Ram Nath Sharma) ورشانا شارما (Rachana Sharma) يقولان أنّ الطفل الذي يكذب ويقرّ بخطئه وأنّه لم يكن يعلم ببطلانه، لا يسمّى كاذبا.

لذا صنّف عالم صنف عالم الجريمة الشهير سيريل بيرت الكذب على النحو التالي:

  1. التفكك الأسري: تربية الطفل في بيئة غير مستقرة تجعله لا يشعر بالأمان ويعوض خوفه بالكذب وسلوكيات أخرى.
  1. الحصول على أي شيء يحبه في أي وقت يريد: الدّلال الزائد عن اللزوم يجعل الطفل يطلب دائما الأكثر كأن يقول منذ وقت طويل لم آكل الحلوى وهو يتناولها دائما.
  1. الخوف من العقاب: حين يكون الوالدين عصبيين ويصرخان كثيرا بسبب وبدون سبب على طفلهما يضطرانه إلى الكذب حتى ينجو بفعلته دون عقاب. وقد يتعدى هذا الشيء الى حماية أشخاص آخرين والكذب من أجلهم، مثلا ما يحدث في المدارس أن يحمي صديقه من العقاب لأنه قام بخرق أحد القوانين الدّاخلية للمدرسة
  2. الارتباك: يحصل أن يقع الطفل في مأزق ما ويفشل في التمييز بين الخطأ والصواب بسبب ارتباكه خاصة إن كان الموقف يحدث معه لأول مرة فإنه سيكذب.
  3. الإثارة والغرور أو لتفادي الإحراج: يقول أنه يمتلك أشياء لا يمتلكها أو يقول أحداثا مثيرة بهدف إثارة إعجاب من حوله.
  4. الانتقام: مثلا استفزاز الوالدين بالكذب للفت انتباههما، خلق مشكلة حتى يتفاعلوا معه ولو بشكل سلبي، وهذا يحدث غالبا بسبب الغيرة حين لا يعدل الوالدين بين أولادهم.
  5. الكذب تقليدا: الطفل صفحة بيضاء أنت الذي تخط فيها ما تشاء، إن كذبت أمامه فلا تستغرب أن يكذب أيضا. مثلا أجب على هاتفي قل أن أمي ليست موجودة، أبي صديقك في الحديقة، أخبره أنني في العمل… 
  6. الكذب المرضي: بعض الكذب هو نتيجة العديد من التشوهات الجسدية أو النفسية ويختلق الطفل تلك الأكاذيب بسبب خياله المفرط أو لإخفاء عاداته الجنسية السيئة. وفي هذه الحالة يرجى مراجعة مختص نفسي للأطفال.

الكذب عند الأطفال بين عمر 3-6 سنوات

صورة 4: عائلة تتحدث مع طفلها من موقع بيكسل (pixel)

يقول كانغ لي(Kang Lee) في مجلة آفاق تنمية الطّفل (Child development perspectives) يبدأ الأطفال في قول الأكاذيب في سنوات ما قبل المدرسة لأغراض معادية للمجتمع.

ويتغير ميلهم للكذب وفقًا للعمر ونوع الأكاذيب التي تُقال. بالإضافة إلى ذلك، تتحسن قدرة الأطفال على قول الأكاذيب المقنعة مع تقدم العمر.

إذن لا يفهم الأطفال في هذا العمر الحقيقة الثّابتة. فهم لا يستطيعون التّفريق بين الحقيقة والخيال، فهي مرحلة استكشاف وجمع أكبر كم من المعلومات دون فلترة، أو تحليل. وهذا ما تؤكده أبحاث علماء النفس.

وبهذا الصّدد تقول الدكتورة فيكتوريا تالوار (Victoria Talwar) ( دكتوراه ، أستاذة في قسم علم النفس التربوي والإرشاد في جامعة ماكجيل). في أحد حلقات بودكاست التّحدث عن علم النفس (speaking of psychology).

أنّ الكذب في هذه المرحلة يظهر مع مختلف القدرات المعرفية الأخرى التي تحدث في سنوات ما قبل المدرسة. لهذا السبب نقول إنه جزء طبيعي من التطور لأنه جزء من هذه القدرات.

ففي هذه الفترة تتكون للطفل فكرة أن من حَولَه يملكون فقاعات فكرية تختلف عن تلك التي يمتلكها وهذا ما يساعده على نموه اجتماعيا.

 كما يشكِّل انفتاحهم على التّكنولوجيا في عمر مبكرٍ عالماً خياليّاً خصباً. فتجدهم يؤمنون بالأبطال الخارقين، وأنّهم يحدّثونهم قبل النّوم، ويتمنّون فعل أشياءٍ مثلهم وحتى يطلبون منهم ما يريدون.

في هذه المرحلة يكذب الأطفال لتطوير قدراتهم المعرفية لذلك يسعون لمحاكاة ما يرون. فيما يلي فيديو ممتاز يتحدّث عن الكثير من التفاصيل بهذا الشأن.

تحضُرُني واقعة ابن عمّي الذي كان مهوسا بالرجل العنكبوت(spider men)، كان يخبرنا دائما أنّه يستطيع الطّيران والقفز بين الجدران.

كان يعقد خمار أمه على رقبته ويركض في كل مكانٍ وفي مرّةٍ من المرات وجده أبوه على حافة النّافذة يريد القفز، لحسن الحظّ تعامل مع الموقف برويّةٍ وأنقذه. 

إنّ ما يتفوّه به الأطفال في هذه المرحلة ليس كذباً. لكن يجب عليك معرفة التّعامل معهم ومحاولة تقريب الفكرة إليهم ببساطة ودون أي تزييفٍ أيضاً حتى نحميهم من خيالهم.

إذن يجب علينا معالجة أسباب الكذب عند الطفل دون إيذاءهم نفسيّا أو جسديّا. وإليك بعض النّصائح لردع طفلك عن الكذب.

10 نصائح لتتخلّصي من شبح الكذب عند طفلك

صورة 5: أب وأم ينهون ابنتهم عن شيء ما ويحادثونها من موقع بيكسل(pixel)
  1. توفير الأمان والحب والاهتمام لطفلك: وذلك بمصاحبته والتّقرب منه حتى يقول لك كل ما يحدث معه بكل صدق ودون خوف.
  2. ساعد طفلك على التفريق بين الخيال والواقع: هذا لا يعني أن تحرمه لذة الاستمتاع بما يجول في عقله، لأنّ الطفل يؤمن بالملموس، وحاول أن تقرب منه المعاني والأحداث بشكل ملموس حتى يثق بك أكثر. يقول كاري نيوهوف (Carey Nieuwhof) في مقاله 5 طرق لتشجيع طفلك لقول الحقيقة (5Ways to Encourage Your Kids to Tell The Truth) إذا بدأت المحادثة في وقت مبكر. يمكنك إنشاء الصدق كقيمة أساسية في منزلك. يمكنك مكافأة سلوك طفلك الدارج في كل مرة يخبرك فيها أنه فعل شيئًا سيئًا.
  3. ارو له قصصا عن الكذب: على حسب الدكتورة فيكتوريا تالوار (Victoria Talwar) في بعض الأحيان القصص الواقعية البسيطة التي تناسب عمر طفلك تقرب الفكرة أكثر من أي شيء فتغرس لطفلك قيمة الصدق. وهناك الكثير منها، لا تنس أن تكافئه على صدقه لتشجيعه على ذلك. في هذه الروابط ستجد أمثلة عن قصص الكذب قصص عن الكذب للأطفال، قصص قصيرة عن الكذب للأطفال.
  4. اسأل نفسك والمحيطين بك لماذا يكذب طفلك؟ فمعاقبته دون معرفة الأسباب لن تفيدك في كفّ طفلك عن الكذب.
  5. تناقش مع طفلك في هدوء واستمع له، دون لوم ولا عتاب. عقابك له لن يجدي نفعا إن لم تعرفه أن ما فعله كان خاطئا.
  6. لا تكذب أمام طفلك: في موقع دامبل ليتل مان تقول أكا أميت (Aka Amit) يجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة ويقولو الصدق لأطفالهم. يتعلم الكثير من الأطفال أخلاقهم ومبادئهم من خلال مشاهدة والديهم وتقليدهم. إذ يمكن لهم أن يتعلمو ذلك على أنه سلوك مناسب إذا قالم أولياء أمورهم بفعل ذلك أمامهم، يجب على الآباء أيضًا مدح أطفالهم لكونهم صادقين عندما يقولون الحقيقة.
  7. العقاب غير المباشر إن تكرر الأمر: ( حرمانه من العطلة، إشراكه في أعمال المنزل، حرمانه من الألعاب…)، فالعقاب المباشر سيشحنه أكثر بالمشاعر السلبية من كراهية وحقد وسيتمرد عليك.
  8. لا تنفعل أمام طفلك وإياك أن تنعته بالكاذب لأنك سترسخ فكرة الكذب فيه أكثر. علمه الأمور بتروٍ وبدون عصبية ومع مرور الوقت سيتعلم.
  9. ركز على غرس المفاهيم الإيجابية في طفلك من صدق ووفاء بالعهد وغيرها من الأمور لأنك حين تركز على الكذب سيزيد.
  10. إن كان الكذب مرضيا عليك استشارة اخصائي نفسي: تقول الدكتورة أيمي مورين(Amy Morin) في مقالها (10Steps to Stop a Child From Lying). أنّ هناك أوقاتاً يمكن أن يصبح فيها الكذب مشكلة خطيرة للأطفال. إذا بدا لك أن كذب طفلك مرضيّ، أو أصبح يسبّب مشاكلا لطفلك في المدرسة أو مع أقرانه، فاطلب المساعدة المهنيّة لمعالجة كذبهم. 

أشكرك لوصولك إلى نهاية هذا المقال، إن أعجبك شاركه مع غيرك ولك الأجر

_________________________________________________

__ دمت بخير __

8 رأي حول “10 نصائح لتتخلّصي من شبح الكذب عند طفلك تُغنيك عن حجز موعد مع أخصائي نفسي

  1. شكرا أستاذة نادية حقيقة هو مشكل جد صعب واجهته مع طفلي وكان سبب كذبهم هو الخوف من عقابي ، وغيرت حقيقة العقاب بأسلوب آخر وهو إستشعار الخوف من الله الذي يرانا حتى ونحن نكذب، مقالة ممتازة شكرا لك

    Liked by 1 person

    1. لا شكر على واجب، يجب علينا التنويه إلى الأخطاء التي نرتكبها في لربية أطفالنا، حقيقة الكذب هو أكبر معضلة في حياة الطفل، شكرا لك أستاذة حليمة نفعنا الله وإياك بكل خير.

      Liked by 1 person

أضف تعليق